2025-08-06 08:52:46
أثار قرار الاتحاد الفرنسي لكرة القدم باستبعاد اللاعب الشاب إنزو ستيرنال (16 عامًا) من منتخب تحت 16 سنة بسبب احتفاله بعبارة "الله عظيم" موجة غضب واسعة في الأوساط الرياضية والإعلامية، حيث اتهمت جهات عديدة الاتحاد بممارسة التمييز ضد اللاعبين المسلمين.

تفاصيل الحادثة
كشف اللاعب الموهوب، الذي ينتمي إلى نادي مارسيليا ويمتلك أصولًا جزائرية، عن قميصه الداخلي المكتوب عليه "الله عظيم" خلال احتفاله بتسجيله هدفًا مع منتخب فرنسا للناشئين. وبرر الاتحاد الفرنسي قرار الاستبعاد بـ"مشاكل سلوكية" ظهرت على اللاعب خلال مشاركته في بطولة مونتايغو الدولية في أبريل/نيسان الماضي، إلا أن الكثيرين رأوا في القرار تحيزًا واضحًا ضد التعبير عن الهوية الدينية.

انتقادات واسعة واتهامات بـ"الإسلاموفوبيا"
تعالت أصوات النشطاء والمدونين على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن القرار يمثل حلقة جديدة من سلسلة التضييق على اللاعبين المسلمين في فرنسا. وأشاروا إلى تقارير سابقة تفيد بأن اتحاد الكرة الفرنسي كان يهدد اللاعبين المسلمين في الفئات السنية بالاستبعاد إذا صاموا شهر رمضان، بل ووصل الأمر إلى حد تعيين شخص مسلم من الأمن (غير صائم) لـ"ممارسة الضغط" عليهم.

كما لفت الصحفي الفرنسي رومان مولينا إلى أن الاتحاد كان صريحًا مع اللاعبين بقوله: "إذا تصوم رمضان، فلن يتم استدعاؤك للمنتخب"، مما أثار تساؤلات حول مدى احترام حرية المعتقد في المؤسسات الرياضية الفرنسية.
ازدواجية المعايير
أبرز النقاد ازدواجية المعايير في تعامل الاتحاد الفرنسي مع التعبير الديني، حيث سبق أن ظهر النجم أوليفييه جيرو، مهاجم المنتخب الأول، وهو يحمل كتابًا دينيًا دون أي عقاب، في حين يُستبعد ستيرنال لمجرد كتابة عبارة دينية على قميصه. وتساءل المدرب أمين عمور: "لماذا يُقبل التعبير عن الإيمان المسيحي بينما يُعاقب على التعبير عن الإسلام؟".
تداعيات القرار ومستقبل اللاعب
يُعتقد أن هذا القرار قد يدفع ستيرنال إلى اختيار تمثيل المنتخب الجزائري بدلًا من الفرنسي، خاصةً أن أمه جزائرية من ولاية ميلة. وإذا حدث ذلك، سيكون الاتحاد الفرنسي قد خسر موهبة واعدة بسبب موقف يوصف بالتمييز الديني.
خلفية قانونية مثيرة للجدل
يعتمد الاتحاد الفرنسي في قراره على المادة الأولى من نظامه الأساسي، التي تحظر "إظهار الانتماء الديني أو السياسي" خلال المنافسات. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يُطبق هذا القانون بإنصاف؟ أم أنه يستخدم بشكل انتقائي ضد المسلمين؟
في النهاية، يبقى الجدل قائمًا حول مدى توافق مثل هذه القرارات مع قيم الحرية والتسامح التي تتبناها فرنسا رسميًا، بينما يتعرض اللاعبون المسلمون لضغوط قد تدفعهم إلى الاختيار بين إيمانهم ومستقبلهم الكروي.